الشغف باالستدامة منذ الصغر.. نقش على الحجر
مــــن أجـــــل املـــســـتـــقـــبـــل األخــــضــــر املــــســــتــــدام، تـــــرز أهــمــيــة تـــربـــيـــة وإعــــــــداد جـــيـــل جـــديـــد واع ومـــــــدرك ألهـــمـــيـــة الــبــيــئــة، وقـــيـــمـــة حـــمـــايـــة املـــــــــوارد الـــطـــبـــيـــعـــيـــة والــــتــــنــــوع الـــبـــيـــولـــوجـــي، وخــــطــــورة الـــتـــحـــديـــات الـــتـــي تــــواجــــه كـــوكـــبـــنـــا. وتــــــرز أولـــويـــة تـــعـــلـــيـــم وتـــــــزويـــــــد األطـــــــفـــــــال بــــاملــــعــــرفــــة واألدوات الــــــازمــــــة، لـيـكـونـوا قـــادة املستقبل يف مـجـال االســتــدامــة، مــن خـال التعليم والتوعية وتشجيع مختلف املمارسات الصديقة للبيئة التي تنقش بداخل األطفال طوال العمر.
ويــــتــــجــــاوز جـــهـــد إعـــــــــداد جـــيـــل مـــســـتـــقـــبـــي واع بــأهــمــيــة الـــــحـــــفـــــاظ عــــــى املــــــــــــوارد الـــطـــبـــيـــعـــيـــة، مـــــجـــــرد تــــــزويــــــد األفـــــــــراد باملعلومات منذ الطفولة، وذلــك عـرّ تنمية فهم عميق وشـــــــغـــــــف بـــــالـــــحـــــفـــــاظ عــــــــى الـــــبـــــيـــــئـــــة وتــــــبــــــنــــــي أســــــالــــــيــــــب حــــيــــاة سليمة، مـتـوازنـة ومستدامة تنطلق مـن البيت، وصــوالً إىل املـــــدرســـــة الــــتــــي يـــجـــب تـــضـــمـــن مـــفـــاهـــيـــم االســــتــــدامــــة يف ُصلب مناهجها، ودراسة تأثري اإلنسان يف البيئة، وأهمية املحافظة عى املوارد الطبيعية، وطرق التنمية املستدامة بـــــأنـــــمـــــاط تــــفــــاعــــلــــيــــة ومــــمــــتــــعــــة، وإدمــــــــــــــاج تــــلــــك املــــفــــاهــــيــــم يف أنشطة عملية متنوعة كالبستنة عى سبيل املثال، التي تـعـّلـم األطـــفـــال الـنـظـم الـبـيـئـيـة، وأهــمــيــة املـــاء والـعـمـلـيـات الطبيعية كـــدورة النمو، وطــرق إعـــادة الـتـدويـر، وأهمية تقليل النفايات وإعادة استخدام املواد املختلفة.
ولــــــــرســــــــيــــــــخ هـــــــــــــذه املــــــــفــــــــاهــــــــيــــــــم، يـــــــجـــــــب دفـــــــــــــع األطـــــــــفـــــــــال وتــشــجــيــعــهــم عــــى أبــــــرز الـــــعـــــادات واملــــمــــارســــات الــصــديــقــة لــلــبــيــئــة يف املـــــنـــــازل، عــــر َجــــعــــل االســــتــــدامــــة والـــحـــفـــاظ عـى املــــــــوارد الــطــبــيــعــيــة جـــــــزءا مــــن ثـــقـــافـــة الـــعـــائـــلـــة، ويـــمـــكـــن أن يــكــون ذلـــك بـسـيـطـا وســهــل الـتـحـقـق، إذ يـمـكـن تنشئتهم عـــى عـــــادات يــومــيــة حــمــيــدة كــإطــفــاء األنــــــوار عــنــد مــغــادرة الغرف، أو تشغيل الغسالة عى درجة حرارة 30 درجة مئوية، وشرح عاقة هذا األمر بتوفري الطاقة، أو إعادة التدوير يف املنزل، أو حتى استخدام وسائل النقل العام عوضا عن السيارة كلما أمكن لتوفري البنزين.
وهـــنـــاك طــريــقــة أخــــرى لـتـعـلـيـم األطـــفـــال االســتــدامــة، وهي استكشاف الطبيعة يف الخارج عر اقراح التنزه يف الحديقة أو زيارة مزرعة قريبة، أو الذهاب يف نزهة وسط الطبيعة ليستكشفوا النباتات وطرق رعاية الحيوانات، كــمــا يـمـكـن ألولـــيـــاء األمـــــور تــجــربــة بــعــض الـــحـــرف الــيــدويــة كـــوســـيـــلـــة مــمــتــعــة ألطـــفـــالـــهـــم، لـــلـــتـــعـــّرف إىل االســــتــــدامــــة، وهناك العديد من الخيارات الصديقة للبيئة التي يمكن استخدامها هنا، مثل صنع الورق املعاد تدويره، أو زراعة النباتات يف حاويات معاد تدويرها، أو صنع فرن شميس لـــطـــهـــي الـــــطـــــعـــــام، أو حــــتــــى خــــطــــط طــــهــــي وجـــــبـــــات مـــنـــزلـــيـــة مشركة معهم، تكون خالية تماما من النفايات.
كـمـا يمكن للعائلة اسـتـثـمـار شـغـف األطــفــال املـتـزايـد اليوم بالهواتف واأللواح الذكية، الستثمار التكنولوجيا واملــــــــــــــــــــوارد الــــتــــعــــلــــيــــمــــيــــة الــــــرقــــــمــــــيــــــة واأللـــــــــــعـــــــــــاب اإللــــــكــــــرونــــــيــــــة وتطبيقات اإلنــرنــت، لتقديم مفاهيم االسـتـدامـة بطرق مشوقة وتفاعلية، تجذب انتباههم وتعلمهم كثريا من املبادئ بطرق مرحة ومسّلية.
وتــــــلــــــعــــــب األســـــــــــــــرة والــــــعــــــائــــــلــــــة املـــــــوســـــــعـــــــة دورا ريــــــــاديــــــــاً وحاسما يف ترسيخ مفاهيم االستدامة، فاآلباء وأولياء األمــــــــــــــور يــــمــــكــــن أن يــــــكــــــونــــــوا قــــــــــــدوة ألبـــــنــــــائــــــهــــــم، مـــــــن خـــــال تعليمهم مـمـارسـة الـسـلـوكـيـات املـسـتـدامـة، مـثـل ترشيد اســــتــــهــــاك املـــــيـــــاه، وإعـــــــــادة الــــتــــدويــــر واســــتــــخــــدام مــنــتــجــات صديقة للبيئة، تساعدهم - مع الوقت - عى استيعاب مــــــفــــــاهــــــيــــــم وقــــــــيــــــــم االســـــــــــتـــــــــــدامـــــــــــة، وأهــــــمــــــيــــــتــــــهــــــا يف الــــــحــــــاضــــــر واملستقبل.
وتـضـطـلـع املـجـتـمـعـات املـحـلـيـة كــذلــك، بــــدور مـهـم يف دعـــــم جـــهـــود االســــتــــدامــــة وحـــفـــظ جــــــودة الـــحـــيـــاة، ويــمــكــن تحقيق ذلك من خال مشاركات عدة كتنظيم الفعاليات واملــــــبــــــادرات الـــبـــيـــئـــيـــة، مـــثـــل حـــمـــات تــنــظــيــف الــــشــــواطــــئ أو الـــــحـــــدائـــــق، وورش الــــعــــمــــل الــــتــــوعــــويــــة حــــــول االســــتــــهــــاك املــســؤول، وحـمـايـة البيئة الـتـي تساعد عـى بـنـاء مجتمع متماسك، يعمل أفراده معا لتحقيق هدف مشرك وهو قيادة مستقبل مستدام للجميع.
يمكن تعلم الكثير من مبادئ االستدامة بطرق مرحة ومس ّلية. َجْعل الحفاظ على الموارد الطبيعية جزءا من ثقافة العائلة. تعويد الصغار على السلوكيات المستدامة مثل ترشيد المياه.
تــــحــــرص وزارة الـــتـــغـــر املــــنــــاخــــي والـــبـــيـــئـــة عــىل دعم زراعة النباتات املحلية، بمبادرات اجتماعية فاعلة، إذ أطلقت يف 2019 مبادرة
«غــــــــــــــراس» الـــــتـــــي تـــتـــمـــثـــل يف مـــــوقـــــع إلـــــكـــــروين مصغر، يتضمن معلومات مفصلة عن النباتات املــــحــــلــــيــــة املــــســــتــــهــــدف زراعــــــتــــــهــــــا وتــــنــــمــــيــــتــــهــــا، ضـــمـــن اسراتيجيتها للحفاظ عـىل التنوع البيولوجي، وضـــــــمـــــــان اســــــتــــــدامــــــة املـــــــــــــــوارد الــــطــــبــــيــــعــــيــــة لـــلـــبـــيـــئـــة، وتشكل خطوة داعـمـة لتوفر جميع املعلومات الــــتــــي يـــحـــتـــاجـــهـــا الـــجـــمـــهـــور حـــــول هـــــذه الـــنـــبـــاتـــات، وكـــــــيـــــــفـــــــيـــــــة الـــــــــحـــــــــصـــــــــول عـــــــــــىل بـــــــــــــذورهـــــــــــــا وشــــــتــــــاتــــــهــــــا وخطوات زراعتها.
ويــــــوفــــــر «غـــــــــــــراس» قــــــاعــــــدة بـــــيـــــانـــــات مـــعـــرفـــيـــة بـــالـــلـــغـــتـــني الــــعــــربــــيــــة واإلنــــجــــلــــيــــزيــــة، كــــمــــا يــتــضــمــن املــــــوقــــــع اإللـــــــكـــــــروين لـــــــلـــــــوزارة مــــعــــلــــومــــات مــفــصــلــة وصورا للنباتات املحلية تضم أسماءها العلمية واملحلية املتداولة، والوصف النبايت لها، والذي يـــشـــمـــل أطـــــوالـــــهـــــا وشـــكـــلـــهـــا وألــــــوانــــــهــــــا، ومـــــواســـــم زراعـتـهـا وازدهـــارهـــا، إضــافــة إىل أمــاكــن ومشاتل تـــــــوزيـــــــع وبــــــيــــــع بــــــــذورهــــــــا وشـــــتـــــاتـــــهـــــا عـــــــىل مـــســـتـــوى الــــــدولــــــة، والــــبــــالــــغ عـــــددهـــــا 54 مـــشـــتـــا بــتــفــاصــيــل الـــــــتـــــــواصـــــــل مـــــعـــــهـــــا، كـــــمـــــا تـــــضـــــم قـــــائـــــمـــــة الـــــنـــــبـــــاتـــــات املحلية التي تشملها املبادرة 72 نوعا.
«غراس»
الإمارات اليوم COP 28 UAE
ar-ae
2023-12-03T08:00:00.0000000Z
2023-12-03T08:00:00.0000000Z
https://epaper.emaratalyoum.com/article/282260965227882
Al Bayan