أعاد اكتشاف وثائق مصنفة سرية في منازل الرئيس الأمركي السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، إشعال نقاش حول عادة قديمة، تتمثل بتصنيف الحكومة الأمركية مايين الوثائق كل عام تحت خانة «سري» أو «سري جداً»، وغرها من التصنيفات المماثلة.

أسرار نووية وأسماء جواسيس وبرقيات دبلوماسية: تعمل الحكومات في كل مكان عى حماية معلومات من شأنها تعريض الأمن أو أسماء الجواسيس أو العاقات مع دول أخرى للخطر.

لكن ماكينة السرية في الولايات المتحدة تعمل بشكل مفرط.

كل عام يُتخذ قرابة 50 مليون قرار بشأن مسألة تصنيف مستندات حكومية في فئات مثل «غر مصرح بالنشر» أو «سري» أو «سري جداً»، وفق عدد من الخراء. لكن الكثر من الوثائق المصنفة سرية ليست حساسة بتلك الدرجة، عى ما يقول بروس ريدل، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية )سي آي إيه(. ويضيف: تصنيف خطط عسكرية متعلقة بأوكرانيا في فئة السري أمر مشروع. لكن تُطرح تساؤلات أكثر بشأن تصنيف برقية لوزارة الخارجية تتعلق بوصول وزير الخارجية إلى إسرائيل الإثنين، عندما يكون الخر متداولاً بالفعل في وسائل الإعام. وعندما تُرفع صفة السرية عن مستندات قديمة فإنها أحياناً قد تكون مسلية، كما عندما رفعت ال«سي آي إيه» السرية عن وثائق تعود لنحو قرن في 2011، وتشرح كيف يمكن صناعة الحر الخفي.

ويلقي ريدل بالائمة في منحى الإفراط في تصنيف الوثائق عى «الكسل البروقراطي»، مؤكداً أنه تصرف آمن من الناحية البروقراطية. وإذا سأل أحدهم عن سبب وصول المعلومات إلى الرأي العام يمكن القول إنه تم تسريبها.

عندما غادر الرئيس السابق دونالد ترامب واشنطن، أخذ معه صناديق من السجات تشمل وثائق مصنفة سرية جداً، ما استدعى تفتيش منزله في فلوريدا الصيف الماضي.

ومؤخراً عُثر عى عدد قليل من الوثائق المصنفة سرية في منزلي نائب الرئيس في عهد ترامب، مايك بنس، وفي منزل الرئيس الحالي جو بايدن، تعود إلى الفرة التي كان يتولى فيها منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما.

وتقول خبرة الأمن القومي في مركز برينان للعدالة إليزابيث غويتين، قد يستنتج البعض أن الإجراءات الموضوعة للتعامل مع معلومات مصنفة سرية مراخية جداً. لكن الأمر ليس كذلك. وكتبت غويتين في مجلة ذا نيشن، «إجراءات الحماية للمعلومات المصنفة سرية صارمة وواسعة النطاق .»