الإمارات اليوم

ذوو طلبة يشكلون مجموعات «واتس أب» للتدخل في قرارات المدرسة

«تدخلات ذوي الطلبة تشمل مكان جلوس الأبناء، واختيار زملائهم داخل الفصل.» «الإدارات المدرسية تشرك ذوي الطلبة في العملية التعليمية باعتبارهم جزءا من إنجاح المنظومة.»

مينا غالي ▪ الشارقة

أفاد مديرو مدارس خاصة بأن بعض ذوي الطلبة يُملون شروطهم وتوجيهاتهم عى الإدارات المدرسية، ويتدخلون في اختصاصاتها من خال تشكيل مجموعات عى موقع التواصل الاجتماعي «واتس أب»، وعرض مطالب تتعلق بأبنائهم بشكل جماعي، محاولن فرضها عى الإدارة، أو التأثير في قراراتها.

وقالوا ل«الإمارات اليوم» إن التدخات تشمل اختيار أسماء محددة من المعلمن أو إقرار الإجازات التي تتخلل العام الدراسي، أو مكان جلوس الطالب في الصف، وغيرها، لافتن إلى أن «الإدارات المدرسية تسعى لإشراك ذوي الطلبة في العملية التعليمية باعتبارهم جزءاً من إنجاح المنظومة، لكن وفق حدود المسموح به ودون أن تتخى عن اختصاصاتها الأصيلة».

وتفصياً، قال عضو مجلس إدارة مدرسة فيكتوريا الخاصة في الشارقة، أمن النظامي، إن بعض ذوي الطلبة يسعون ل«إدارة المدارس».

وأوضح أنه «خال الفرة التي كان شرح الدروس فيها )أون لاين( كانت بعض الأمهات تعرض عى مستوى المعلم وتطلب تغييره،

وهناك من كان يطالب بأن يكون ابنه مع أصدقائه في الفصل نفسه، في حن أننا كإدارة نستهدف خلق تنوع لمساعدة الطلبة عى توسيع قاعدة أصدقائهم .»

وأضاف: «بعض الآباء يطلبون وضع كاميرات داخل الحافات المدرسية حتى يتابعوا تفاصيل رحات أبنائهم من وإلى المدرسة، فيما يستغل البعض مجموعات )واتس أب( لإثارة احتجاج ذوي الطاب عى الإدارة المدرسية»، مؤكداً أن «الإدارة تتعامل مع هذا الأمر من خال الحرص عى الجلوس مع ذوي الطلبة، وشرح الأمر لهم، وتوضيح الأسباب التي دفعتها لاتخاذ قرارٍ ما دون غيره بهدف تعزيز الشق المتعلق بالتواصل بن الإدارة وذوي الطلبة وإشراكهم في العملية التعليمية.»

وقال مالك ومدير مدارس الشعلة الخاصة في الشارقة وعجمان، إبراهيم بركة، إن الإدارة المدرسية تتلقى محاولات تدخل في اختصاصاتها من ذوي طلبة، من أبرزها تحديد أوقات الدوام المدرسي وأيام الإجازات، ويطالبون المدرسة بإعطاء إجازات في أيام معينة )كالأمطار مثاً( أسوةً بغيرها، فضاً عن محاولة التدخل في مستوى سهولة أو صعوبة الامتحانات.

وأضاف أن «عقليات الناس تختلف عن بعضها، لكن الأمر يتوقف في الأساس عى الإدارة المدرسية والآلية التي تعمل بها،» مؤكداً أن إدارته ترفض أي تدخل من ذوي الطلبة، بينما تستمع دائماً إلى ماحظاتهم، أما في ما يخص الأمور التنظيمية، فالإدارة المدرسية أدرى بظروف المدرسة.

وتابع أن «المطالب التي يطرحها ذوو الطلبة لها آلية للتعامل، فالإدارة هي التي تقرر موعد بدء الدوام وتوزيع الطلبة واختيار الشُعب، ووضع كل طالب في المكان الأنسب له وفق رؤيتها.»

وقال مدير مدرسة الكمال حلوان الخاصة بالشارقة، يوسف

فارس، إن «معيار الاستجابة لطلبات الآباء أو رفضها، هو مدى تأثير الطلب سلباً أو إيجاباً في المستوى الأكاديمي للمدرسة، وعدم معارضته للوائح والقوانن والأنظمة»، وإن ذوي طلبة يحاولون التدخل في أمور ليست من اختصاصهم، منها عى سبيل المثال طلب معلمن محددين لتدريس أبنائهم، خصوصاً الذين كانوا يدرسونهم خال السنوات السابقة، وتحديد طريقة تقييم أبنائهم وتوزيع الدرجات.

وأضاف: «لا شك في أن التواصل والتعاون بن المدرسة وذوي الطلبة هو أمر مطلوب، ويعد دلياً عى النجاح، وبالإمكان التجاوب معهم في بعض الأمور، وهو ما تم فعاً، فمثاً اشتى ذوو طلبة في بداية العام الدراسي من طول اليوم الدراسي، وتم الاستجابة لطلبهم وإنقاصه نصف ساعة.»

وأكد أن «مبدأ المدرسة يعتمد عى الاستماع للمقرحات وعدم رفضها من الأساس وطرحها للمناقشة، فإن كانت تعود بنتائج إيجابية تنفذ بشكل كامل أو جزئي حسب المصلحة».

بدوره، قال مدير المدرسة الأهلية الخيرية في عجمان، الدكتور ماهر حطاب، إن من معايير النجاح في إدارة المدرسة هو قدرتها عى إشراك ذوي الطلبة في العملية التعليمية، وتشجيع مساهماتهم ومشاركاتهم في محاورها التي تخدم أبناءهم الطلبة، كالمشاركة في وضع سياسات المدرسة وخطتها ومناهجها الإثرائية وإجراءات الأمن والسامة وتقديم تقييمات دورية حول جودة العمل في المدرسة، ومتابعة الوعود التي قطعتها إدارتها عى نفسها من خال خطتها التطويرية السنوية، وعى المدرسة أن تنفذ مزيداً من الإجراءات حتى تضمن مشاركات ذوي الطلبة بشكل فعّال من خال الاجتماعات الفردية والجماعية، والاستبيانات الدورية، لقياس مدى رضاهم عن

إجراءات العمل في المدرسة وعن نتائجها وكيفية التعامل والتواصل مع الطلبة وذويهم.

وقال إن «مشاركات ذوي الطلبة وانخراطهم في جو المدرسة يجب أن يسيرا في جو من الفاعلية والإيجابية لضمان تحقيق نتائج أفضل، وعى إدارة المدرسة أن تكون واضحة من البداية في المجالات التي تحتاج إلى دعمهم فيها، وتقديم مشاركاتهم وآرائهم وتوصياتهم، ولابد أن توضح إدارة المدرسة لهم المهام والصاحيات التي تخص الإدارة والعاملن بالمدرسة وتنفرد بها بحكم تحملها وحدها مسؤولية النتائج».

وتابع أن «التدخات التي لا تخدم مصلحة الطلبة، وتأخذ من صاحيات الآخرين أو تفقدهم حقهم في اتخاذ القرار، تعتر مرفوضة لأنها غير منتجة، وتؤدي إلى نتائج سلبية»، مشيراً إلى أن «إدارة المدرسة تتمتع بصاحيات تخولها اتخاذ القرارات المصيرية، وتحديد السياسات والإجراءات التنفيذية، ومتابعة جودة أداء العاملن فيها، والإشراف عى تقييم كادرها وتقييم الطلبة، وتطوير مناهجها الدراسية».

وشدد عى أهمية التشاور والتعاون مع ذوي الطلبة والمجتمع المحلي حتى تكتمل الصورة وتتحقق مصلحة الطلبة.

أمين النظامي:

«بعض ذوي الطلبة يسعون لإدارة المدرسة من خلال الاعتراض على مستوى المعلم وطلب تغييره.»

يوسف فارس:

«الاستجابة لطلبات الآباء أو رفضها يعود لتأثيرها سلباً أو إيجاباً في المستوى الأكاديمي للمدرسة.»

الدكتور ماهر حطاب:

«إشراك ذوي الطلبة في العملية التعليمية من أبرز معايير النجاح في إدارة المدرسة.»

الإمارات اليوم الإمارات

ar-ae

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://epaper.emaratalyoum.com/article/281582359641654

Al Bayan