الإمارات اليوم

ماذا يقول الجمهور

طارق سعيد عالي * * مدير عام المكتب اإلعالمي لحكومة الشارقة

منذ 10 سنوات انطلقت مسرية االتصال الحكومي من الشارقة، مسرية بدأت بفكرة طموحة وإيمان عميق بأهمية ترسيخ روابط العالقة بني الجمهور واملؤسسات الحكومية يف الدولة، بأهمية أن يصبح االتصال الحكومي منهجًا علميًا تراكميًا ومتطوراً يف املنطقة بشكل عام.

وعىل مدى السنوات الـ01 املاضية نجحنا يف تحقيق الكثري من األهداف املرحلية التي وضعناها سعيا وراء هدفنا االسرتاتيجي، وانتشر مفهوم االتصال الحكومي، وباتت املؤسسات تتنافس فيما بينها عىل أفضل أداء يف االتصال كما نرى كل عام يف امللفات املقدمة لجائزة الشارقة لالتصال الحكومي، وحتى نحول هذه املنجزات إىل قاعدة نبني عليها املرحلة املقبلة واملستوى الجديد من االتصال الحكومي، تعودنا بني وقت وآخر أن نشارككم وقفتنا التقييمية ملا تحقق، لنضع أيدينا عىل عناصر القوة، ونتعرف عىل الثغرات ونعمل عىل تجاوزها.

لقد حددنا منذ البداية هدفا اسرتاتيجيا يتمثل يف دعم املساعي نحو الوصول إىل منظومة متكاملة من االتصال الحكومي، تجمع املؤسسات الرسمية والخاصة يف إطار ثقايف واحد، يتجسد يف التوافق عىل الرؤية حول القضايا واملصالح العامة، سواء كانت ثقافية أو اقتصادية تنموية أو اجتماعية ووطنية، بحيث تكون الرسائل املوجهة للجمهور املحيل واإلقليمي والعاملي موحدة يف إطارها العام وليست بعيدة عن بعضها أو متناقضة ومتضاربة، إىل جانب التأكيد عىل أهمية االستثمار يف جميع عناصر القوة املؤثرة مثل الرتاث والثقافة والفنون والقيم االجتماعية واألخالق اإلنسانية التي يتحىل بها مجتمعنا، وهذا يتطلب إشراك الجمهور يف مهمة االتصال لتكون منظومتنا متكاملة ومتناغمة.

صحيح أن دعم بناء منظومة اتصال حكومي متكاملة كان هدفنا االسرتاتيجي منذ البداية، لكن هذا الهدف هو وسيلة بحد ذاته تدعم يف املقابل األهداف االسرتاتيجية للمجتمع اإلمارايت، وبوجود منظومة اتصال متطورة، ترتسخ أكرث الصورة اإليجابية للدولة التي نجحت قيادتنا ومؤسساتنا يف بنائها عامليا، وتتعزز تنافسية الدولة يف مجال االستثمار والعيش والعمل وبناء الشراكات طويلة األجل، أما عىل املستوى العاملي، فأردنا من خالل املنتدى أن نسهم يف تسليط الضوء عىل القضايا امللحة كالتنمية واالستدامة واالرتقاء بجودة حياة املجتمعات ومواجهة التحديات التي تعرتض سبيلها، وأن نعمل مع شركائنا عىل بناء آليات اتصال تخدم هذه الطموحات وتدعم تحقيقها.

واآلن بعد 10 سنوات، ما الذي تحقق من قائمة أهدافنا وطموحاتنا؟ وأين نحن من هدفنا االسرتاتيجي؟ هل نجحنا يف أن تكون الشارقة حاضنة ألهم فعالية تتناول وتناقش يف كل عام كيفية ترسيخ الروابط بني املجتمع ومؤسساته وتعزيز التعاون بينهما لبناء غد أفضل؟ هل نجحنا يف وضع االتصال الحكومي عىل رأس أولويات املؤسسات يف القطاعني العام والخاص؟ وهل نجحنا يف توضيح املالمح األساسية لعلم االتصال وبناء مسار تطوره الدائم واملستمر؟ والسؤال األهم هل نجحنا يف إيصال رسالتنا للجمهور؟

بعد هذه التجربة، نحن طبعا نمتلك مفاتيح اإلجابات عن هذه األسئلة، فهناك أشياء ملموسة تحققت، مع العلم أن عملية االتصال وعلوم االتصال هي يف مسار تصاعدي ال نهاية له، كلما تعلمنا أكرث كلما أدركنا أننا بحاجة ملعرفة املزيد، وكلما حققنا منجزا ما، نراه محطة نستكمل من خاللها مسارنا الالنهايئ يف فهم وممارسة علوم العالقات بني البشر، لكن يبقى من الضرورة أن نحاكم مسريتنا أمام العنصر األهم يف معادلة االتصال أال وهو الجمهور، فماذا يقول الجمهور عن مسرية االتصال الحكومي؟ يف القريب العاجل سنعرف الجواب، وعىل أساس رأي جمهورنا الذي ننتظره بشغف سيكون لنا الكثري من الربامج واملبادرات التي تستجيب له.

الإمارات اليوم محليات

ar-ae

2022-08-10T07:00:00.0000000Z

2022-08-10T07:00:00.0000000Z

https://epaper.emaratalyoum.com/article/281663963781532

Al Bayan