الإمارات اليوم

حارس «يتسهار».. كابوس يالحق سكان «عوريف» ويهدد حياة صغارها

زهير دوله ⬛ مدينة نابلس

من أعىل قمة جبل سلمان الفاريس إىل الــــــــجــــــــنــــــــوب مــــــــــن مـــــــديـــــــنـــــــة نـــــابـــــلـــــس شـــــمـــــال الــــضــــفــــة الـــــغـــــربـــــيـــــة، وبـــشـــكـــل يــــــــــومــــــــــي، تـــــــنـــــــحـــــــدر مـــــــخـــــــاطـــــــر جـــــــمـــــــة يف طـــــريـــــقـــــهـــــا تـــــــجـــــــاه 4000 فـــلـــســـطـــيـــنـــي يقطنون بلدة عوريف.

هذا الخطر املتزايد يرتبص بهم عـــــــىل مــــــــــدار الــــــســــــاعـــــة، ويـــــــهـــــــدد حــــيــــاة أطـــــــــــفـــــــــــالـــــــــــهـــــــــــم، نــــــــتــــــــيــــــــجــــــــة اعـــــــــــــــــتـــــــــــــــــداءات املستوطنني املحصنة بحماية جنود االحتالل اإلسرائييل، واملنطلقة من مستوطنة «يـتـسـهـار» الـجـاثـمـة عىل أرايض جنوب نابلس منذ 40 عاما.

ويــــعــــد حــــــــارس أمــــــن مــســتــوطــنــة «يـــــتـــــســـــهـــــار» الـــــعـــــقـــــل املـــــــدبـــــــر لـــغـــالـــبـــيـــة املمارسات التي ينفذها املستوطنون يف بــــلــــدة عــــــوريــــــف، وأبـــــــرزهـــــــا تــقــطــيــع وحــــــرق مـــئـــات أشــــجــــار الـــزيـــتـــون الــتــي تــعــد مـــصـــدر دخــــل رئــيــســا لـلـسـكـان، إىل جانب مهاجمة منازل املواطنني يف املـــنـــطـــقـــة الـــقـــريـــبـــة مــــن املــســتــوطــنــة وحـــــرق ســـيـــاراتـــهـــم، وكـــتـــابـــة عـــبـــارات عنصرية عدائية عىل جدران البيوت الفلسطينية، تنذر بقتل أصحابها.

وليس ذلك فحسب، فقد عمد حـــــــــــــــــــــــارس أمـــــــــــــــــــن «يـــــــــــتـــــــــــســـــــــــهـــــــــــار» خــــــــــالل األســــــــــــابــــــــــــيــــــــــــع األخـــــــــــــــــــــــــــرة إىل اقــــــــتــــــــحــــــــام «عــــــــــــــــوريــــــــــــــــف» بــــــــســــــــيــــــــارتــــــــه الــــــــخــــــــاصــــــــة، والــــــــــســــــــــر يف شـــــــــوارعـــــــــهـــــــــا ومـــــهـــــاجـــــمـــــة األطـــــــفـــــــال والـــــفـــــتـــــيـــــة، واخــــتــــطــــافــــهــــم، وكــــــــان آخـــــرهـــــا مـــــا شــــهــــده شـــهـــر مـــايـــو املــــــــــــــــايض بـــــــحـــــــق أحـــــــــــــد طـــــــــــــالب املــــــرحــــــلــــــة الثانوية يف البلدة.

اعتداءات بـ«الجملة»

مــــــســــــؤول مــــلــــف االســـــتـــــيـــــطـــــان شـــمـــال الــــضــــفــــة الــــغــــربــــيــــة، غــــســــان دغــــلــــس، يقول لـ«اإلمارات اليوم»، يف حديث خـــــاص، «إن بـــلـــدة عـــوريـــف تــتــعــرض لــــــــهــــــــجــــــــمــــــــات شـــــــــــــديـــــــــــــدة واعـــــــــــــــــتـــــــــــــــــداءات جــــــســــــيــــــمــــــة، عـــــــــىل يـــــــــد املـــــســـــتـــــوطـــــنـــــني، لــقــربــهــا مـــن يــتــســهــار، والـــتـــي تــصــادر

مئات الدونمات من أرايض سكانها، حيث تشهد بشكل يومي انتهاكات عنيفة تستهدف املساجد، واملنازل، ووســــــــــــــــائــــــــــــــــل الـــــــــنـــــــــقـــــــــل واملــــــــــــــــــواصــــــــــــــــــالت، وكــــــــــــــــذلــــــــــــــــك األرايض والــــــــــــركــــــــــــســــــــــــات الزراعية».

ويــــــــــضــــــــــيــــــــــف دغـــــــــــــــلـــــــــــــــس: «جـــــــمـــــــيـــــــع االعـــتـــداءات واألحـــــداث اإلرهــابــيــة يف الـــــــــضـــــــــفـــــــــة الـــــــــغـــــــــربـــــــــيـــــــــة تـــــــــــــشـــــــــــــارك فـــــيـــــهـــــا مـجـمـوعـة مــن مـسـتـوطـنـي يـتـسـهـار، إذ يــــــــنــــــــفــــــــذون انــــــــتــــــــهــــــــاكــــــــات عـــــــدوانـــــــيـــــــة وجــــــنــــــونــــــيــــــة ضـــــــــد الـــــــــقـــــــــرى والـــــــبـــــــلـــــــدات الـــــــــــــــفـــــــــــــــلـــــــــــــــســـــــــــــــطـــــــــــــــيـــــــــــــــنـــــــــــــــيـــــــــــــــة وســــــــــــــــكــــــــــــــــانــــــــــــــــهــــــــــــــــا ومـــمـــتـــلـــكـــاتـــهـــم، خـــصـــوصـــا عــــوريــــف، كما أن املحاجر واملشاغل يف البلدة الريفية تتعرض العــتــداءات عديدة من قبل املستوطنني».

ويــشــر إىل أن مـسـلـسـل العنف االستيطاين يمتد عىل طول الطريق املـــــــــمـــــــــتـــــــــدة مـــــــــــن عـــــــــــوريـــــــــــف حــــــــتــــــــى بــــــلــــــدة عـــــــصـــــــرة الـــــقـــــبـــــلـــــيـــــة جـــــــنـــــــوب نـــــابـــــلـــــس، حيث تطال حمم االعتداءات كل ما هـــــــــو فــــلــــســــطــــيــــنــــي يف تــــــلــــــك املـــــنـــــطـــــقـــــة، خصوصا املركبات املتنقلة عىل طول هــــــــذا الــــــطــــــريــــــق، الفــــــتــــــا إىل أن شــــــارع «يتسهار» يشهد أسبوعيا اعتداءات من املستوطنني بحق أبناء عوريف.

وبـــــــــــــــــالـــــــــــــــــحـــــــــــــــــديـــــــــــــــــث عـــــــــــــــــــــــن حـــــــــــــــــــــــارس «يتسهار» يقول دغلس، إنه «يقود كـــــــل اعـــــــــتـــــــــداء ضـــــــد ســــــكــــــان عــــــوريــــــف، وقرى جنوب نابلس، ففي أحداث الــــــــهــــــــبــــــــة الــــــشــــــعــــــبــــــيــــــة الــــــــــتــــــــــي شـــــهـــــدتـــــهـــــا مــــــــنــــــــاطــــــــق نــــــــــابــــــــــلــــــــــس، ارتــــــــــــقــــــــــــى شـــــهـــــيـــــد فــــــــلــــــــســــــــطــــــــيــــــــنــــــــي، وأصـــــــــــــــيـــــــــــــــب عــــــــــشــــــــــرات الــــــــــشــــــــــبــــــــــان بـــــــــــــجـــــــــــــراح خـــــــــــــطـــــــــــــرة، جـــــــــــــراء تــــــعــــــرضــــــهــــــم ألعـــــــــــــــــرة نــــــــــاريــــــــــة أطـــــلـــــقـــــهـــــا حارس األمن االستيطاين».

ويــــــبــــــني أن مـــــــا يـــــنـــــفـــــذه الــــــحــــــارس االســــــــــــتــــــــــــيــــــــــــطــــــــــــاين يــــــــــــــــنــــــــــــــــدرج يف ســــــــيــــــــاق مخططات معدة مسبقا، تستهدف تسهيل عملية اقـتـحـام املستوطنني أرايض الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــني، واالعـــــــتـــــــداء عـــلـــيـــهـــم، إلجـــــبـــــارهـــــم عـــــىل الــــرحــــيــــل، وســــــــلــــــــب مـــــــــا تــــــبــــــقــــــى يف بــــــلــــــدتــــــهــــــم مــــن مــــــــســــــــاحــــــــات، ملـــــصـــــلـــــحـــــة مــــــشــــــروعــــــات التمدد االستيطاين.

ترصد واختطاف

مــســتــوطــنــة يـــتـــســـهـــار تـــحـــاصـــر الــقــريــة مـن الجهتني الشمالية والشرقية، وتــــــــــــــــــــــــــــــــــجــــــــــــــــــــــــــــــــــاور مـــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــــازل الــــــــــــــــســــــــــــــــكــــــــــــــــان الــفــلــســطــيــنــيــني، فـــيـــمـــا تـــقـــع مـــدرســـة عوريف الثانوية للبنني التي أنشئت منذ ثـالثـة أعـــوام، عـىل بعد مسافة ال تتجاوز 200 مرت عن املستوطنة.

إنشاء هذه املدرسة كان الدافع األســـــــــايس يف تــــصــــاعــــد وتــــــــرة وشـــكـــل اعــــــتــــــداءات املـــســـتـــوطـــنـــني الــتــعــســفــيــة الـــــــــــــــــــتــــــــــــــــــي يــــــــــــــــــقــــــــــــــــــودهــــــــــــــــــا حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــارس أمـــــــــــــــن مستوطنتهم، حيث تنفذ اعتداءات مــــــــســــــــتــــــــمــــــــرة ضــــــــــــــد مــــــــــــــدرســــــــــــــة الــــــــبــــــــلــــــــدة وطـــلـــبـــتـــهـــا، وكــــــل مـــــن يــــقــــرتب مـــنـــهـــا، وذلـــــــــــــــــــــــــك بـــــــــحـــــــــســـــــــب مـــــــــــــــســـــــــــــــؤول مــــــلــــــف االستيطان شمال الضفة الغربية.

ويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول دغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــس، إن «املــــســــتــــوطــــنــــني جــــــن جــــنــــونــــهــــم جــــــراء إنــشــاء هـــذه املـــدرســـة، وهــنــا بـــرز دور حـــــــــارس أمـــــــن يــــتــــســــهــــار، فــــهــــو يـــرصـــد حركة تنقل جميع سكان عوريف، نـــــــــتـــــــــيـــــــــجـــــــــة قــــــــــــــــــــــــرب املـــــــــــســـــــــــتـــــــــــوطـــــــــــنـــــــــــة مـــــــن منازلهم».

ويـــــضـــــيـــــف، «يــــســــتــــهــــدف حــــــارس أمـــــــن املـــســـتـــوطـــنـــة كـــــل ُمـــــــــــزارع أو راٍع لــــــأغــــــنــــــام، أو طـــــفـــــل وطـــــــالـــــــب يــــوجــــد بـــجـــانـــب املـــــدرســـــة، وذلــــــك بـــاالعـــتـــداء عـلـيـه، أو اخـتـطـافـه واقــتــيــاده داخــل املستوطنة لساعات عــدة، يتعرض خــاللــهــا ملـــمـــارســـات تـعـسـفـيـة قـاسـيـة من قبل املستوطنني».

هــــــــــــذه املـــــــــمـــــــــارســـــــــات تــــــــعــــــــرض لـــهـــا عبدالرحمن يوسف كوكش، البالغ مــــن الـــعـــمـــر 15 عــــامــــا، فـــمـــع ســـاعـــات ظــــــــهــــــــرة يــــــــــــوم الــــــــــــــــــ51 مـــــــــن شــــــهــــــر مـــــايـــــو املــــــايض، وأثــــنــــاء عـــودتـــه مـــن مــدرســة عــــوريــــف الـــثـــانـــويـــة إىل مـــنـــزلـــه يف حـي الـــــــصـــــــفـــــــافـــــــر بــــــــالــــــــبــــــــلــــــــدة، كـــــــــــــان الـــــفـــــتـــــى اليتيم عىل موعد مع اعتداء وحيش ســـــرافـــــق ذاكــــــرتــــــه طــــــويــــــال، إذ بـــاغـــتـــه حــــــــــــارس أمــــــــــن يـــــتـــــســـــهـــــار، واخــــتــــطــــفــــه بواسطة مركبته الخاصة، ليقتاده إىل داخل املستوطنة التي يحرسها.

وعىل مدار 12 ساعة متواصلة، احــــــــــــــتــــــــــــــجــــــــــــــز عــــــــــــــبــــــــــــــدالــــــــــــــرحــــــــــــــمــــــــــــــن داخــــــــــــــــــــل املستوطنة، بينما كان مكبل األيدي والـــــقـــــدمـــــني، ومــــعــــصــــوب الـــعـــيـــنـــني، ليتعرض أثناء ذلك لتعذيب نفيس شـــــــــديـــــــــد الـــــــــقـــــــــســـــــــوة، جـــــــــــــــــراء تــــــهــــــديــــــده بالقتل من قبل حارس «يتسهار».

يعد حارس أمن مستوطنة «يتسهار» العقل المدبر لغالبية الممارسات التي ينفذها المستوطنون في بلدة عوريف، وأبرزها تقطيع وحرق مئات أشجار الزيتون التي تعد مصدر دخل رئيسا للسكان، إلى جانب مهاجمة منازل المواطنين في المنطقة القريبة من المستوطنة وحرق سياراتهم، وكتابة عبارات عنصرية عدائية على جدران البيوت الفلسطينية، تنذر بقتل أصحابها.

جميع االعتداءات واألحداث اإلرهابية في الضفة الغربية تشارك فيها مجموعة من مستوطني يتسهار، إذ ينفذون انتهاكات عدوانية وجنونية ضد القرى والبلدات الفلسطينية وسكانها وممتلكاتهم، وخصوصا عوريف، كما أن المحاجر والمشاغل في البلدة الريفية تتعرض العتداءات عديدة من قبل المستوطنين.

غسان دغلس:

«بلدة عور يف تتعرض لهجمات شديدة واعتداءات جسيمة على يد المستوطنين».

الإمارات اليوم تقارير

ar-ae

2022-06-28T07:00:00.0000000Z

2022-06-28T07:00:00.0000000Z

https://epaper.emaratalyoum.com/article/282011856045401

Al Bayan