الإمارات اليوم

صافي االنبعاثات الصفري

الدكتور عالء جراد @Alaa_Garad Garad@alaagarad.com

من املتوقع اختفاء ثلث الحيوانات عىل األرض ونصف النباتات بحلول عام .2080

نالحظ هذه األيام االرتفاع غري املسبوق يف درجات الحرارة عىل مستوى العالم، ويتزايد ذلك االرتفاع عاما بعد عام، وسيكون الوضع مأساويا إذا لم يتم التعامل بجدية مع مسببات هذا التغري املناخي الضخم، وبما أن هناك حال لكل مشكلة، فقد عكفت دول العالم وبخاصة الدول الصناعية املتسببة يف هذا التغري املناخي عىل إيجاد حلول جذرية. يف السابق لم نكن يف املنطقة العربية مهتمني كثريا باملوضوع، ولكن يف السنوات األخرية بدأ الوعي يتنامى يف فهم أبعاد املشكلة وتأثرياتها علينا، وعىل الرغم من أن املشكلة تحدث يف دول مثل: الصني، الواليات املتحدة، االتحاد األوروبي، الهند، الربازيل، إندونيسيا، إيران؛ فإن املشكلة تؤثر عىل أرجاء املعمورة كافة، فما هو الحل؟ وما دورنا كأفراد وكمؤسسات وحكومات تجاه تلك املعضلة؟

لقد أسست األمم املتحدة مؤتمر األطراف للتباحث وإيجاد حلول، وتم عقد اتفاقات وبروتوكالت عدة، أهمها اتفاقية باريس، وعىل الرغم من تشعب املوضوع وتعقيده فإن القضية األهم اآلن هي معالجة ظاهرة االحتباس الحراري، وهي ارتفاع يف معدل درجة حرارة الهواء الجوي املوجود يف الطبقة السفىل من سطح األرض، وذلك خالل القرن أو القرنني املاضيني، وتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس يف الغالف الجوي لألرض بعد دخولها إليه، ما يرفع درجة حرارة األرض ويجعلها أكرث دفئا، ويتم ذلك من خالل امتصاص غازات الغالف الجوي كثاين أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من األرض، ما يسهم يف ارتفاع حرارة األرض، كما تأيت هذه االنبعاثات من أي يشء يعمل بالوقود األحفوري، بما يف ذلك قيادة السيارات التي تعمل بالبنزين والطريان والتدفئة وإضاءة املباين بالطاقة املولدة من الفحم أو الغاز الطبيعي أو النفط، وكذلك من صناعة الطاقة واالنبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات. وتعترب الغازات الرئيسة املتسببة يف تلك املشكلة بخار املاء، وغاز امليثان، واألوزون، وأكسيد النيرتوس، وتعترب املسببات السابقة من جراء التدخل البشري، ولكن هناك عوامل أخرى طبيعية مثل الرباكني وتغري النشاط املغناطييس للشمس وذوبان الجليد وحرائق الغابات.

وبخالف االرتفاع املتزايد يف درجات الحرارة، فإن هناك آثاراً أخرى مثل زيادة حموضة املحيطات، بل إن هناك تأثريات مباشرة عىل اإلنسان، منها زيادة معدالت التهاب حىص الكىل الناتج عن الجفاف، وكذلك هالك العديد من النباتات والحيوانات، والتغري يف النظام البيئي البيولوجي، حيث إنه من املتوقع اختفاء ثلث الحيوانات عىل األرض، ونصف النباتات بحلول عام .2080 والحل الناجع هو الوصول إىل «صفر» من االنبعاثات، ومن هنا جاء مصطح ،Net-Zero وحتى يتم الوصول اىل صايف انبعاثات صفري البد من خفض مستويات ثاين أكسيد الكربون، وتحسني كفاءة وسائل النقل واملواصالت، واالستغناء عن الكهرباء الناتجة عن استخدام الوقود األحفوري، واستخدام الطاقة النووية، وتحديث مصادر الطاقة املتجددة، والحفاظ عىل الغابات وعدم قطع األشجار، واستخدام أساليب صديقة للبيئة يف الزراعة والتوسع فيها، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة. وللحديث بقية حول دور األفراد يف هذه الجهود.

الإمارات اليوم الخط الساخن

ar-ae

2022-06-28T07:00:00.0000000Z

2022-06-28T07:00:00.0000000Z

https://epaper.emaratalyoum.com/article/281706913367385

Al Bayan