حزن بال فزع، وبكاء بال خوف، وفراغ بحجم العالم، لكنه مملوء باألمان، هكذا الحال عىل أرض اإلمارات الطيبة، يرحل الطيبون فيخلفهم مثلهم، قوم قطعوا عهدا قديما بالوفاء، وتسابقوا يف حب العطاء، وتواضعوا فرفع الله شأنهم، وأعز ديارهم.

كم كان الحزن عظيما يف الشوارع وعىل جدران املنازل، وفوق أقبية املساجد برحيلك يا شيخنا «بوسلطان»، لكنك، وكما عهدناك، تركت مرياثا من األمان ال يقدر بثمن، وراية نقية وسريًة عطرة وخرياً عم الجميع بال تمييز.

نعم نعزي أنفسنا ونتقبل فيك العزاء بصدق نادر بال تكلف أو رياء، صدق صنعه العدل الذي حكمت به سنوات طوال، وأصله العمل الدؤوب واإلنجازات، وتسخري املوارد لخدمة كل من عىل أرض اإلمارات.

نعم، نؤجل بال تردد كل مناسبة أو فرح أو سعادة، حداداً عىل روحك الطيبة، واحرتاما ألحزان وطن أكرم وفادتنا، وأعز

ًً مقامنا، ولم نشعر فيه أبدا بأننا غرباء.

نعم سنفتقدك جميعا، بحجم الحرص علينا بال تفرقة وال تحيز لجنس أو لون أو دين.

ستفتقدك الشوار ع التي طاملا سعدت بجوالتك وسط الناس بال حراسة أو تضييق عىل الخلق، تلوح بيد الحب للجميع وتبتسم لهم من القلب، سنفتقد حضورك الذي ينشر الطمأنينة، ويؤكد أن الخري يف األرض باق ليوم الدين.

ستفتقدك البيوت التي عمرتها وأكرمت سكانها يف مناطق ربما لم يسمع بمعاناتها أحد، واملساجد واملدارس واملشايف التي بنيتها، والرزق الذي تقاسمته مع املعوزين واملحتاجني يف كل مكان.

يا شيخنا، مازالت أبواب اإلمارات تستقبل العالم، ودفرت عزاؤك مفتوح كأنه استفتاء جديد عىل حب الجميع لدولة حملَت رايتها ومّكنَت أهلها ونشرَت الخري يف ربوعها.

هنا عىل أرض اإلمارات مرياث األمان وتوارث حب الخري وأداء األمانة، لذا ال عجب أن تمر أحداث عظيمة بسالم ويسر قلما نجد له مثيل.

يا شيخنا، ارقد بسالم، فالكل راض عما قدمت يداك، والكل يدعو لك بالرحمة واملغفرة قدر ما نشرت الخري والبشر.

عزاؤنا يا شيخنا أنك رحلت وتركتنا يف يد أمينة، وتواضع جم، ورجل خري مثلك، يعرفه القايص والداين بأنه «بوخالد القلب الرحيم» ذاك الذي يعنون صباحات اإلمارات كل يوم بمقولته الشهرية «ال تشلون هم».

عزاؤنا أنك رحلت وتركتنا في يد أمينة، وتواضع جم، ورجل خير مثلك، يعرفه القاصي والداني بأنه «بوخالد القلب الرحيم»، ذاك الذي يعنون صباحات اإلمارات كل يوم بمقولته الشهيرة «ال تشلون هم».